تاريخ مركز محافظة الكرك

تُعتبر الكرك واحدةٌ من المُدن التاريخية العريقة في المملكة الأردنية الهاشمية، ويعود تاريخها لعام 1200 قبل الميلاد، وهي عاصمة محافظة الكرك، واسمها القديم كان قير مؤاب، كما كانت تُعرف باسم كركا ومعناها حسب اللغة الآرامية المدينة المحصنة أو المسورة، وقد ورد ذكرها في التوراة، وفي عهد الملك الأيوبي الصالح أيوب كانت مملكة مترامية الأطراف، تمتد من وادي الجوف وحتّى مدينة دمشق في سوريا.

شهدت المدينة تاريخاً حافلاً مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط على ثراها حتّى تمكّن الأخير في عام 1188م من تحرير القلعة، فقد كانت تكمن أهميّة المدينة في كونها تشكّل درعاً لحماية مدينة القدس نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يحول دون اللقاء بين عرب الشام ومصر، إضافةً لكونها محطة مراقبة لطريق الحُجّاج.

من أهم معالم المدينة قلعة الكرك التي بناها المؤابيون، ويوجد في الكرك مقامات عدة، كمقام النبي نوح، ويوشع بن نون، والخضر عليهم السلام، ومَراقد الصحابي جعفر، والصحابي زيد، والصحابي عبد الله، رضي الله عنهم، وكهف سيدنا لوط، ومَدين أرض النبي شعيب. ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهي التي لجأ إليها موسى النبي عليه السلام هرباً من بطش فرعون. كما يوجد فيها برج بناه الظاهر بيبرس، وفي أحد الشوارع التي تتوسط المدينة، أُقيم نصبٌ للقائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي.

يوجد في الكرك مغارة القعير وسراديبها، حيث تنتشر حولها أشجار الزيتون المُعمرة والتي تعود إلى زمن الرومان، إضافة لعين سراقة التي سُميت بهذا الاسم نسبةً لواحد من الشهداء الاثني عشر، الذين سقطوا في معركة مؤتة، وهو سراقة بن عمرو بن عطية، وأيضاً مسلة البالوع التي تعود إلى عصر الفراعنة وهي عبارة عن حجرٍ بازلتيٍ عليه كتابة ورسم لثلاثة أشخاص.